عقدت دارة الملك عبدالعزيز ممثلة في مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة اليوم ندوة "الجزر السعودية في البحر الأحمر على خارطة التنمية السياحية"؛ ضمن سلسلة فعالياتها وانشطتها الثقافية والعلمية؛ وذلك بمركز الملك فيصل للمؤتمرات في جامعة الملك عبدالعزيز بحضور متخصصين ومهتمين بالدراسات التاريخية والجغرافية والباحثين في شأن البحر الأحمر.
وأكدت مدير مركز البحر الأحمر وغرب المملكة الدكتورة سلوى بن سعد الغالبي، حرص دارة الملك عبدالعزيز على إثراء المجالات البحثية والاهتمام بتوثيق تاريخ وجغرافية المملكة؛ حيث يجمع المركز بين نطاقين مهمين من الإرث التاريخي والحضاري، ويغوص في أعماق الماضي البعيد، متخذًا مقره في مدينة جدة؛ والذي تنبثق رؤيته من كونه مركزًا رائدًا ومتميزًا في تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة العربية السعودية.
وركزت الندوة التي حظيت بمشاركة أستاذ الدراسات البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة عواطف بنت شجاع الشريف، وأستاذ نظم المعلومات الجغرافية بالجامعة الدكتورة فردوس بنت محمد مدني؛ على تحفيز المختصين في مجال الأبحاث والمسوحات الجغرافية لتوظيف مخرجاتهم البحثية في خدمة البحر الأحمر، وإبراز مميزاته الطبيعية، ومخزونه السياحي التنموي.
وتطرقت الندوة لإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء إطلاق مشروع البحر الأحمر كمشروع سياحي عالمي في المملكة، وإقامته على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالًا وتنوعًا في العالم؛ مشيرة إلى أن هذا المشروع الذي سيعمل على تطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية؛ يشكل وجهة ساحلية رائدة، تتربع على عدد من الجزر البكر في البحر الأحمر.
وعرجت على كنوز البحر الأحمر وجزره التي تسهم في إحداث نقلة نوعية في مفهوم السياحة السعودية التي تلامس أفضل الممارسات والمعايير العالمية؛ وجذب السياح محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا؛ مما سيشكل قيمة مضافة لتعظيم المكاسب الاقتصادية للمملكة من هذا القطاع الحيوي المهم بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
واستعرضت جهود المملكة في تطوير الجزر واستغلالها للسياحة؛ عادة الاستثمار في الجزر عاملاً مهماً في تعزيز التجارة ونهضة مشاريع تطوير البنية التحتية، كون الاقتصاد السعودي من بين الاقتصادات المهمة والمؤثرة على مستوى العالم؛ في ظل ما تشهده التنمية السياحية المستدامة بالمملكة من دعم غير مسبوق؛ ما يضعها في مقدمة دول العالم المهتمة بالسياحة.
يذكر أن المملكة تتميز بمجموعة كبيرة من الجُزُر ذات السواحل الرمليّة، والشواطئ المرجانيّة حيث يبلغ عددها في البحر الأحمر 1150جزيرة؛ حيث يمتاز بالتنوع الأحيائي؛ ويمتد على ساحله مختلف الكائنات الحية كالطحالب، والشعب المرجانية، والهائمات، بالإضافة إلى الأسماك واللافقاريات وغيرها؛ مما يجعلها بيئة خصبة للدراسات والأبحاث على الصعيدين المحلي والدولي.