نظمت دارة الملك عبدالعزيز ممثلة في مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة يوم الثلاثاء ١٤٤٣/٤/١١هـ ندوة "قراءة في تاريخ جدة"، بالشراكة مع جامعة الملك عبدالعزيز؛ وذلك بمركز الملك فهد للبحوث الطبية بمقر الجامعة، وتهدف إلى تسليط الضوء على هذه المدينة العريقة وعمقها التأريخي؛ تحقيقًا لمُستهدفات رؤية 2030، بما يعكس العمق الحضاري للمملكة كأحد أهم ركائز الرؤية.
وتتواكب هذه الندوة مع ما حظيت به مدينة جدة من اهتمام الدولة، حيث ترجم ذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- عندما أطلق مبادرة مشروع "إعادة إحياء جدة التاريخية"، ضمن برنامج تطوير جدة التاريخية والحفاظ على مواقعها التاريخية وصوْنها وتأهيلها.
وركزت الندوة التي شارك بها أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن سعد العرابي، وأستاذة التاريخ السعودي بجامعة جدة الدكتورة دلال بنت محمد السعيد؛ فيما أدارتها مديرة مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة أستاذة العلاقات الدولية الدكتورة سلوى بنت سعد الغالبي؛ على موضوع ذكريات الملك عبدالعزيز –رحمه الله- في مدينة جدة، وما كان لها في مشروع الملك عبدالعزيز الوحدوي والتأسيسي من محطات مفصلية تتابعت عبر سنوات، ومن تلك المحطات دخوله إليها في عام 1925م، وعقد اتفاقية النفط في عام 1933م.
وأبرزت الندوة منطلق رحلة الملك عبدالعزيز للقاء زعماء عالميين كروزفلت، وتشرشل في عام 1945م، وزيارته الشهيرة إلى مصر في عام 1946م، وكذلك مشروع العين العزيزية، وإنشاء الإذاعة، وميناء جدة، والقصور التي سكنها، والمتمثلة في بيت نصيف، فالقصر الأخضر، ثم قصر خزام؛ إضافة إلى تسليط الندوة الضوء على هذه المدينة العريقة عبر دراسة المستكشف والروائي الذي قدم إلى الحجاز في عام 1842م، وترك وصفاً دقيقًا لمدينة جدة، وابرز جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية فيها.
يذكر أن مشروع "إعادة إحياء جدة التاريخية" سيعمل على إبراز المعالم التراثية التي تحفل بها جدة التاريخية، واستثمار التاريخ والعناصر الثقافية والعمرانية في المدينة، وتحويلها إلى روافد اقتصادية تُسهم في نمو الناتج المحلي، كما يعكس جانباً من توجه المملكة نحو تحقيق التنمية المستدامة في جميع المناطق والمدن السعودية، عبر مشاريع حضرية تنموية صديقة للبيئة، تتوافر فيها حواضن طبيعية للإنتاج الإبداعي، ومواقع جاذبة للعيش والعمل، تُسهم في النمو الاقتصادي.
ويعكس المشروع ما تحفل به جدة التاريخية من وجود أكثر من 600 مبنى تراثي، و36 مسجدًا تاريخيًا، وخمسة أسواق تاريخية رئيسة، إلى جانب الممرات والساحات العريقة، والمواقع ذات الدلالات التاريخية المهمة، مثل الواجهة البحرية القديمة التي كانت طريقًا رئيسة للحجاج، والتي سيُعيد المشروع بناءها؛ لتحكي لزوار جدة التاريخية القصة العظيمة للحج منذ فجر الإسلام، وهو ما أهل مدينة جدة إلى استحقاق التسجيل في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو عام 2014م.
كما يعمل المشروع على استثمار التاريخ والعناصر الثقافية والعمرانية في المدينة، وتحويلها إلى روافد اقتصادية تُسهم في نمو الناتج المحلي، كما يعكس جانبًا من توجه المملكة نحو تحقيق التنمية المستدامة في جميع المناطق والمدن السعودية ، عبر مشاريع حضرية تنموية صديقة للبيئة، تتوافر فيها حواضن طبيعية للإنتاج الإبداعي، ومواقع جاذبة للعيش والعمل، تُسهم في النمو الاقتصادي.