تهدف الندوة الى تسليط الضوء على هذه المدينة العريقة في العمق التاريخ وتتناول الندوة موضوعين، الأول بعنوان: (جدة من خلال رحلة الفرنسي لويس دي كوريه Louis du couriet)، وهي دراسة لم يسبق تناولها في المصادر والمراجع العربية، ولويس دي كوريه مستكشف وروائي فرنسي، قدم إلى الحجاز في عام 1842م، وترك وصفاً دقيقًا لمدينة جدة، وابرز جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية فيها.
أما الموضوع الثاني فعنوانه: (ذكريات الملك عبدالعزيز في جدة)، فقد كان لمدينة جدة في مشروع الملك عبدالعزيز الوحدوي والتأسيسي محطات مفصلية تتابعت عبر سنوات، ومن تلك المحطات دخوله إليها في عام 1925م، وعقد اتفاقية النفط في عام 1933م، كما كانت منطلق رحلته للقاء زعماء عالميين هما روزفلت وتشرشل في عام 1945م، وزيارته الشهيرة إلى (مصر) في عام 1946م، وكذلك مشروع العين العزيزية، وإنشاء الإذاعة، وميناء جدة، والقصور التي سكنها، وهي بيت نصيف، فالقصر الأخضر، ثم قصر خزام.
وسيشارك في الندوة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن سعد العرابي، وأستاذة التاريخ السعودي بجامعة جدة الدكتورة دلال بنت محمد السعيد؛ فيما تدير الندوة مديرة مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة أستاذة العلاقات الدولية الدكتورة سلوى بنت سعد الغالبي.
وتسلط الندوة الضوء على أهمية مدينة جدة، التي حظيت باهتمام الدولة، وقد ترجم ذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، عندما اطلق مبادرة مشروع "إعادة إحياء جدة التاريخية"، ضمن برنامج تطوير جدة التاريخية والحفاظ على مواقعها التاريخية وصوْنها وتأهيلها، تحقيقًا لمُستهدفات رؤية 2030، بما يعكس العمق الحضاري للمملكة كأحد أهم ركائز الرؤية.
وسيعمل المشروع على إبراز المعالم التراثية التي تحفل بها جدة التاريخية، وذلك بوصفها موقعاً تاريخياً لا مثيل له في المملكة، باحتوائها على أكثر من 600 مبنى تراثي، و36 مسجدًا تاريخيًا، وخمسة أسواق تاريخية رئيسة، إلى جانب الممرات والساحات العريقة، والمواقع ذات الدلالات التاريخية المهمة، مثل الواجهة البحرية القديمة التي كانت طريقًا رئيسة للحجاج، والتي سيُعيد المشروع بناءها؛ لتحكي لزوار جدة التاريخية القصة العظيمة للحج منذ فجر الإسلام، وهو ما أهل مدينة جدة إلى استحقاق التسجيل في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو عام 2014م.
كما يعمل المشروع على إستثمار التاريخ والعناصر الثقافية والعمرانية في المدينة، وتحويلها إلى روافد اقتصادية تُسهم في نمو الناتج المحلي، كما يعكس جانبًا من توجه المملكة نحو تحقيق التنمية المستدامة في جميع المناطق والمدن السعودية، عبر مشاريع حضرية تنموية صديقة للبيئة، تتوفر فيها حواضن طبيعية للإنتاج الإبداعي، ومواقع جاذبة للعيش والعمل، تُسهم في النمو الاقتصادي.